هناك من الأسود ما تمّ ترويضها فتنازلت عن عرشها في الغابة وتخلّت عن عزتها وعنفوانها وحريتها وفضاءها الرحب، ورضيت أن تعيش في قفص لتأكل وتشرب وتنام وتنصاع لسياط مدرّب السّرك، وتتحرّك الحركة المطلوبة وفق سيمفونية الموسيقى التي يختارها لها ولا تخرج عن الخط المرسوم لها قيد أنملة، تفهم عليه بلغته التي يريدها وتتشكّل الشكل المطلوب بالحركة المطلوبة لتمتّع الناظرين وتسرّ المدرّب الفطين ولتحقق المردود المادّي لشركة السّرك التي تربح أضعاف أضعاف ما تطعم ، وترضى الأسود بهذه الحياة الذليلة وهذا الاستخدام المهين وتتنازل عن نخوتها وشجاعتها وكلّ صفاتها لتكون حملا وديعا ينفّذ ولا يفكّر، ولو أدى الامر به الى نمر قصة زكريا تامر الذي تحوّل الى آكل عشب ونهق نهق الحمير نهاية التمرين. درسنا في عادات الاستعمار أنه يبدأ بدراسة أحوال وأوضاع البلدان المستهدفة: نقاط القوّة والضعف وعوامل الانتصار والهزيمة، ثم يبدأ بالتركيز على المؤثرات التي تعزز الضعف وقابلية الهزيمة فيها، ثم يهاجمها عسكريا وهي في اشد حالاتها ضعفا ليقلل من حجم خسائره ويحقق استعمارا منخفض التكلفة ثم بعد ذلك يعمل على تهجين الشعوب المستعمرة لتصبح مثل ا...
نوظف الأدب لنصرة قضايا شعبنا خاصة قضية الاسرى في سجون الاحتلال