التخطي إلى المحتوى الرئيسي

#المعتقلة_المضربة_هبة_اللبدي_في_زنزانة_بأربع_كاميرات ؟!

المعتقلة المضربة هبة اللبدي

لم تكن الاربع كاميرات بيد هبة لتصور مشاهد العنف والتنكيل والقهر البشع الذي تتعرض له ، كانت الاربع كاميرات تُطلّ عليها من الزوايا الاربعة للزنزانة ، ونعلم ان تقنيات الكاميرات الحديثة قادرة بكاميرا واحدة ان تجوب كل مساحات الزنزانة الواسعة ! ما الداعي لاربع كاميرات ؟ هو امعان في اشعار الضحية بالامتهان وافتراس الخصوصيات الى أبعد مدى ممكن ، هم يعرفون حساسية كونها امرأة ومع ذلك يُمعنون في الانتهاك والاعتداء الصارخ على كل مكونات المرأة الحرّة ، هم يقصدون ايصال رسالة بليغة بلغة فصيحة لنا جميعا ، لكل معاني الرجولة فينا ، لكل ما تبقى لدينا من نخوة أو قدرة على الاحساس المرّ وتذوق العلقم ، وهل ما زال لدينا بقايا قدرة على الانتصار للمظلوم ؟ أين نحن من اعراضنا وحرماتنا ومناطق الحساسية للكرامة في وجودنا ؟
أعملوا ماكينة العذاب والقهر على روح هبة ولم يتركوا شاردة او واردة من قاموس عذابهم الا وأخرجوه لها . حكت لنا عن رحلة الالام وصلب الروح والضرب على كل مناطق الالم النفسي والجسدي ، من زنازينهم القذرة والشبح المتواصل على ذات الكرسي الذي استشهد عليه خالد الشيخ وعبد الصمد حريزات ، هو ذات النفق المظلم الذي زجوا به سامر العربيد وما زال ، حكت لنا تعاقب فريق المجرمين كل بما يبدع من وسائل القهر والقتل النفسي ، حكت لنا كلماتهم النابية التي لا وجود لها الا في قاموسهم وقواميس عالمهم السفلي المنحط ، حكت لنا تهديدهم ووعيدهم الذي يفوق خيال اعتى المجرمين ، حكت لنا مواخير مكرهم وخبثهم الذي ابدعته عقولهم المسكونة بالحقد والكراهية والعنصرية البغيضة ، هذه المواخير التي نحتوا لها اسم العصافير ليظهروا خلاف ما تبطن .. حكت لنا عن تعاقب الليل والنهار في زنازين لا ليل فيها ولا نهار ، فيها تسكن الحشرات والجراذين التي أنبتوها نباتا سيئا في أوكارهم هذه ، حكت لنا باقتضاب ما تعانيه المرأة بخصوصية لباسها ووضعها البيولوجي وحمامها ، هلى ندرك ماذا يعني ان يكون الحمام مكشوفا فاضحا للعورة ، هل يدركون ماذا يعني للمرأة العربية أن يزرع صقف زنزانتها باربع كاميرات ؟؟
الامر مهين بل في غاية المهانة واستفزاز النخوة والكرامة ، ما كان لهم أن يتجرأوا على كل هذا لولا تقديرهم الاعمى بان أمتنا الى الموت أقرب منها الى الحياة ، فأمة لا تثور لكرامة نسائها أمة لا تستحق الحياة و لا تستحق الا الاحتلال والمزيد من قمعه وبطشه وصلفه .. هكذا هم يقدرون وهكذا يجسّون نبضنا فيجدونه ميتا لا حياة فيه ولا حرارة ولا قدرة لنخوة معتصم ولا حتى نخوة أبي جهل !!
هم بمجساتهم الحقيرة وصلوا الى هذه النتيجة فبالغوا في استبدادهم وارتقوا الى اعلى قمة تبلغها أحقادهم ، ولكن هذه المجسات وتلك الكاميرات ستجني عليهم وستقودهم الى غلوّ جنونهم وبلوغ ابعد مدى في استحمارهم لنا ولأمتنا ، وما هذا الا نذير لنا وفتح جديد على موارد نخوتنا وصدقنا مع قضيتنا وتحديات وجودنا .. هبة اللبدي اليوم وسامر عرابيد وكل ضحاياهم ، والقمع غير المسبوق الذي شهده النقب بداية هذا العام ما هو الا ارهاصات الانتصار للكرامة القادمة .
حتما ستثور مكنوناتنا التي طال عليها الامد ، حتما سيلاقون من هذه الامة العظيمة ما يليق بها وبتاريخها العظيم وقدرتها على الاشراق من جديد مهما ادلهمت خطوبها ، درجة الاستفزاز العالية هذه على #اسيراتنا_واسرانا وعلى كل مكنونات كرامتنا حتما ستثمر ، حتما ستتحرك ، وحتما اذا تحركت ستنتصر .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علو ورفع الهمةج2

خطبة الجمعة علو الهمة 2

ليل غزة الفسفوري ..مدونة وليد الهودلي

  حين يكتب الهودلي لغزة تحت نيران الغزاة، فإنه يتطهر بالرصاص   المصبوب  كانت روحه هناك تتمثل أصوات القصف على قلوب الأطفال  كان يريد أن يرفع كفيه إلى سماء غزة ليكف شر المغيرين، طائراتهم المعبأة بالحقد والبترول العربي كانت تشق سماء المعتقل في بئر السبع، قبل توغلها وتغوّلها على ليل غزة، القلم يكتب والشفاه تتمتم بالدعاء  والله - سبحانه - يستجيب لقلب لا يكفّ عن الوجيب حدث ذلك عام 2008  .    اضغط هنا

الشيخ أحمد ياسين :شيخ الدعوة وشيخ السياسة ..

الشهيدالشيخ احمد ياسين            هناك من يتقن الدعوة والتنظير الى الفكرة التي يؤمن بها ولكنه في معترك الواقع والولوج الى ميدان فن الممكن والسياسة وفق تقديراتها ومآلاتها وتقدير مصالح الناس وامكانات الوصول للاهداف واحالة الشعار الى حلول ونجاحات يجد نفسه في عالم أخر لا يتقن فنونه ، اطلاق الشعار لا يحتاج الا الى مهارة لغوية سجعية وصوت رنان ، بينما احالته الى أن يصبح واقعا ملموسا فيحتاج الى قيادة رشيدة حكيمة ذات خبرة غزيرة وتأهيل عال ، تجيد رسم الخطط والبرامج وقادرة على تسخير الامكانات وتوظيف القدرات والمثابرة والجلد ... الخ . كيف بنا اذا كانت المبادىء المطروحة والشعارات كبيرة لأنها سماوية تريد إقامة رسالة السماء في الارض في ظروف وملابسات قاسية وبالغة التعقيد ؟؟ واذا نظرنا الى معادلة الدين والسياسة فهناك من يملك ناصية العلم والفقه الديني العميق ، ولكن هذا غير كاف إذ لا بد من أن يكون رصيده واسعا في فهم الواقع وفك رموز تعقيداته والقدرة على التوصيف والتحليل والوصول الى التشخيص الموضوعي الصحيح   ، ثم بعد ذلك تأتي القدرة على تفعيل النص الديني في الواقع بطريق...