التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2016

رسالة القيق في يومه الرابع والتسعين : ربيع بجين وربيع القيق !!

لو استطاع أن يكتب محمد القيق رسالة في هذا اليوم الرابع والتسعين من إضرابه فماذا عساه يكتب : بداية أرجو أن تسامحوني خاصة من أشغلتهم معي طيلة فترة إضرابي .. صدقوني لم أقصد إتعابكم ولكن مشاعركم النبيلة تأبى الحياد والصمت والابتعاد عن غبار المعركة لأنكم فرسان المرحلة ولأن قلوبكم مصرّة أن تبقى مشتعلة في حلكة ليل الاحتلال الطويل . وعندما يقترب المرء من الموت ويحوم الموت قريبا منه ويستعد لاستقباله طوعا تسقط حسابات كثيرة وتنكشف الحقائق شفافة لا لبس فيها .. تسقط حسابات الحياة الذليلة والإذعان لسياسات الاحتلال المقيتة والارتكاس في حضن فن الممكن الذي اعتدنا لدفئه القاتل ونزل بنا إلى الدرك الأسفل ، حيث يسكن من ترسّخت في أعماقهم قابلية الاحتلال والرضوخ لأمر الواقع الذي يصنعه . أنا لا أهوى الجوع ولا الموت ولا النجومية الزائفة .. من موقعي الأقرب إلى الموت ولقاء ربي أقول : إن زيت اشتعال إرادتي هو فقط إيماني الذي يريدني حرا، ومقتي للاحتلال الذي يمتهن كرامتنا ويسومنا سوء العذاب : آن الأوان لأمرغ أنفه وأخلع عنه أمام العالم أجمع كل ألوانه الزاهية ولأكشف عنه لونه الأسود وصورته الحقيقية البشعة .. وبأ...

قراءة في رواية الهروب لسليم دبور

الهروب لكاتبها الفذ سليم دبور " ابن المخيم القضية واللجوء والشتات والتشظي والبقاء " قرأت رواية عميقة وعالية وقوية وغنية وجميلة عميقة عندما سبرت أغوار فترة تاريخية خصبة بالأحداث والتحولات الفريدة . رواية حلّقت عاليا في فضاءات واسعة كان لصابر " بطل الرواية" أن يرفرف بجناحي عقله المجنون فيصل إلى ما لم يصل إليه العقلاء.. وقوية برمزيتها التي تأخذ العقول إلى ما وراء النص لتجد عدة روايات في رواية واحدة .. وكانت غنية بكل شيء فيها : مفرداتها ولغتها الجذلة وأحداثها التي جاءت تترى فتملأ الزمان والمكان لتدخل في كل تفاصيله بكل تفاصيلك ، وجميلة لدرجة تنساب فيها بكل مشاعرك لتطوف في حناياها فستنشق أريجها وتقطف من جنانها أجمل الثمر ، فتجمع بين حلاوة الروح ووجع الواقع في جدلية تلتقط أنفاسك وتعيش اللحظة على مساحة واسعة من رحيق الزهر وروعة الأمل وجلال القدر .  وجدت نفسي وأنا أقرا الرواية أدخل في مكنوناتها بكل أحاسيسي ومشاعري وأنا أيضا ابن المخيم الذي عشق المخيم .. غبت عنه قصريّا مرحلة الرواية لتعيدني الرواية لأعيش كل لحظات الغياب بدقة مرهفة وكأني لم أبتعد .. المخيم بروحه وعنفوانه ...

محمد القيق يعيد الفرصة من جديد

الاعتقال الاداري كما هو معروف السلاح المسلط على رقاب النشطاء الفلسطينيين .. إذ كلما فكر فلسطيني بأي نشاط سياسي أو ثقافي أو اعلامي او اجتماعي لاح له وحش مخيف يدعى الاعتقال الاداري .. والهدف منه معروف هو ردع هذه النخب ودفعهم الى الانتحار بمعني القضاء على دوره في مجتمعه بمحض إرادته . وبالتالي حرمان المجتمع الفلسطيني من طاقاته الابداعية خاصة في الميادين الهامة .. وهذا الاعتقال كما هو معروف اعتقال تعسفي دون تهمة معروفة وبملف سري يتم جمعه من قبل رجال المخابرات الاسرائيلية المسكونين بالهوس الأمني ولأن فيما يجمعون ثغرات كثيرة وبالإمكان دحضها بسهولة فإنهم يخفونها ويضعونها تحت عنوان ملف سري .. ويدخلون الأسير وأهله في أتون معركة نفسية مريرة قد تستمر لتصل سنتين أو ثلاثة أو أكثر كما جرى مع حالات كثيرة ويتم التجديد في فترات كل ست شهور اوثلاثة أو أربعة لتسير لعبة القهر والحرب النفسية وليستمر العذاب من جهة المعتقل وأهله والتلذذ بالعذاب بسادية مطلقة من جهة سلطات الاحتلال .. بينما هم قادرون على تحديد فترة الاعتقال من أول يوم من أيامه . وتصر سلطات الاحتلال على هذا الاعتقال الهمجمي من نشأة الاحتلال ا...