التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قواعد الاشتباك مع بن غفير..مدونة وليد الهودلي


 قواعد الاشتباك مع بن غفير

سقفها تحرير الاسرى والاوضاع المعيشية هامش من هوامش المعركة.  
لم تكن السجون في يوم من الأيام تمرّ ايامها دون قمع وقهر وتنكيل، أصلا هي جُعلت لهذه الأهداف وكي تكون عقوبة رادعة لكل من عمل ضد الاحتلال ولمن خلفهم من الناس الذين يفكّرون بمواجهة الاحتلال وعدم الانصياع لسياساته الاحتلالية البغيضة. امّا السياسة الجديدة التي يريدها هذا المعتوه الذي صار وزير دولة " بن غفير" فهي إن دلّت فإنها تدلّ على أن هذا الاحتلال بعقليته المتغطرسة وروحه الشريرة المتوحّشة لا يستخلص العبر كما يدّعون ولا يستفيد من تجاربه المريرة معنا خاصة أسرانا، يبني سياسته على مركّب العدوان والبحث عن فنون الاجرام وصنوف القهر وقتل روح الانسان فينا، وهو بذلك لا يحسب حسابا لشيء إلا شيئا واحدا وهو: ماذا يترتّب على ذلك من خسارة؟
هذه هي المعادلة إذا والتي يجب أن نعيها بشكل جيّد، ماذا عليه أن يخسر مقابل عدوانه وجرائمه في حقّ أسرانا؟ وهل علينا أن ننتظر ماذا عساه أن يفعل في أسرانا ثم نذهب لردّ الفعل الذي في أحسن حالاته سيعيد الأمور الى ما كانت عليه، وبهذا نكون قد سرنا في سراديبه السوداء كالقصة المعروفة عندما طالب أحد الناس توسعة بيته فحشروا معه العنزة والحمار والبقرة ثم عندما تراجعوا قليلا وأخرجوا العنزة ظنّوا أنهم قد حققوا إنجازا وانتصروا.
الاسرى هم أكثر الناس وعيا في عقلية هذا الاحتلال، يعرفون تماما كيف يفكّر وكيف يدير المعركة سواء كان ذلك خارج السجن أو داخله، هم يقظون وحذرون ويعرفون من اين تؤكل الكتف، لذلك لم ينتظروا طويلا ليجرّب هذا المعتوه وهذه الحكومة المتطرفة أسلحتهم ثم يردّوا عليه بل كانت جاهزيتهم حاضرة، توحّدوا ورسموا قواعد الاشتباك الجديد جيّدا وبدأت رسائلهم تصل بشكل جيّد، وكان شعارهم الكرامة أو الشهادة، وهذا يدلّ كم يحمل هذا الشعار من دلالات عظيمة باتوا يتمترسون في خنادقها بكل ما أوتوا من قوّة، الكرامة تعرّفهم جيدا أنهم أسرى حرية وأصحاب قضية وأنهم محاربون حتى النهاية من أجل هذه القضيّة.
والأسرى يدركون جيّدا الأوراق التي بيدهم ، يدركون نقاط قوّتهم ونقاط ضعف عدوّهم ويعرفون كيف يضربون بنقاط قوّتهم نقاط ضعف عدوّهم، فمثلا: الاسرى لا يوجد لديهم ما يخسرونه الا بعض الاستحقاقات التي حصلوا عليها من خلال نضالات طويلة، السجّان يخسر مقابل هذه أضعافا مضاعفة، فأن لا يتمكّن السجان من أخذ إجازة مثلا نتيجة حالة التوتر والطوارئ في السجن تعني له كثيرا، حالة الخوف من العنف وتعرّض السجان له بشكل مفاجئ تجعله يعيش الرعب والقلق على مدار الأربع وعشرين ساعة، ثم تدحرج الأمور لتصل الى الاضراب المفتوح خاصة وشهر رمضان على الأبواب سيشكّل رعبا للمحتل داخل السجن وخارجه، هم يتخوّفون من شهر رمضان دون دخول الاسرى معادلة هذا الشهر فكيف إذا كانت السجون مشتعلة واشتعل الشارع الفلسطيني. هذه مجرّد أمثلة لما يملكه الاسرى من قدرات على الفعل والتأثير، وفي تاريخنا القريب ما يؤكد هذه القدرة العالية على قلب السحر على الساحر.
أتوقّع أن على الاسرى أن يرفعوا من سقف مطالبهم وأن يطالبوا شعبهم بكل مكوناته أن يعمل على تحريرهم، الإسرائيلي المتطرف المجرم يريد أن ينتزع حقوقهم وان يمسّ بكرامتهم وهم قد طال عليهم الأمد في السجون بشكل غير معقول ابدا حتى تجاوز منهم الثلاثة عقود والاربعة، لقد آن الأوان ان يرتفع السقف للضغط بكل السبل وان يكون بكل ثقّة واقتدار هو تحرير الاسرى، أمّا عن كيف فهذه متروكة لكلّ أن يجتهد وفق رؤيته السياسية والأخلاقية اتجاه أسراه. بينما الأوضاع المعيشية التي يستهدفها هذا المعتوه فإنها ها
x

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجرائم الإلكترونية: مسرحية دوت كوم ج (1)

مسرحية دوت كم.            مسرحية  من تأليف الاديب وليد الهودلي وبالتعاون بين مدرسة عزيز شاهين رام الله ومركز بيت المقدس للأدب وشرطة رام الله بتمويل من المؤسسة الالمانية حيث تم تدريب عدد من الطالبات  المسرحية تدور حول الجرائم الالكترونية التي يقع فيها كثير من ابناءنا وبناتنا تحت الابتزاز بعد جرهم لمربع يخجلون من فضحه 

مسرحية دوت كم ج٣

  مسرحية دوت كم.       مسرحية قام بتأديتها عدد من طالبات بنات مدرسة عزيز شاهين في رام الله فلسطين بهدف التوعية من الوقوع في الابتزاز الالكتروني 

#حتى_نكون_أمناء_مع_أسرانا .. .... لنعرف_ماذا_يريدون_منا_؟

لنكون امناء مع اسرانا يجدر بنا بداية ان نعاين جيدا صنوف العذاب التي طالت ريعان شباب اسرى شاخوا في السجن ، قضوا عدة عقود . وهذه لا يجدر بنا ان نمر بها مرور الكرام إذ يوم في السجن كالف مما نعد خارجه ، أسرانا وأسيراتنا في مواجهة تدمي القلوب والارواح على مدار الاربع وعشرين ساعة ، ظهورهم مكشوفة أمام سياط السجان ، يفاجئهم بلسعها في اية لحظة تتحرك فيها ساديته ، ياتيهم التفتيش في الهزع الاخير من الليل كانه الموت ينقض على أرواحهم ، يجرب أدوية صناع أدويتهم على الاسرى المرضى كأنهم مختبر تجارب ، يلقي في عزله قامات شامخة من أبطال فلسطين ، يلقي بظلامه القاتل على ارواح أسيراتنا النضرة دونما لحظة رحمة ، أطفالنا يرتعبون من خشخشة مفاتيح زنازينهم ، يترقبون موتا ياتيهم من كل مكان ، السجون اصبحت اقفاصا وزنازين وبوسطات الموت المحملة بأعز الناس وزنازين القهر وافراغ السادية المطلقة ، وعازفة الموت مدفن الاحياء سجن الرملة حيث انتشار المرض والتدريب على التعايش معه بعد تبدد أمل الشفاء في غيومهم الملبدة . وفي يوم الاسير تكثر الوقفات والكلمات وتلتهب المشاعر ويُصدح بالشعارات في المسيرات والاعتصامات ...