التخطي إلى المحتوى الرئيسي

#فلسطين_الجديدة .. مزرعة أرانب وقليل من الجزر ؟!

فلسطين الجديدة        

حسب تسريبات قناة الميادين عن صفقة القرن فإن الامر لا يحتاج الى مزيد من الجهد لنكتشف أن الهدف هو تصفية القضية الفلسطينية وليس هذا فحسب وانما هو التصفية الاسوأ والسيناريو الاقسى مرارة لمصير أمة مهزومة ومستسلمة شرّ استسلام، فالكيان الفلسطيني الذي اصطلح على تسميته فلسطين الجديدة سيكون مجردا من أي سلاح أو مقاومة أو أيّ شيء من الممكن أن يشكل أي تهديد أو ازعاج لدولة مترسنة بأعتى أنواع الاسلحة والدمار، أي ستكون مجرّد كيان مسكين ضعيف لا حول له ولا قوة الا مدّ يده استعطافا واستجداء على مائدة اللئام، بل قل أشد الناس لؤما وسيتم تسليم رقابهم وكل شئون حياته كما يقولون من الباب الى المحراب : الطرق والمعابر والمنافذ والاجواء والارزاق حتى الطريق بين غزة والضفة ستكون على ارتفاع ثلاثين مترا عن الارض كي لا يلوّث غبار الفلسطيني بيئتهم عند عبوره الطريق .
والاخطر من هذا وبالمكشوف الصريح الوقح تسليم المقاومة لسلاحها مقابل رواتب، ينظرون الينا على أننا مجرد قطيع قضيتنا المركزية هي الراتب ولا كرامة لنا ولا قضية ولا وطن، ماذا لو سلمت لبنان لهم سلاح المقاومة مثلا ؟ هل ستفتح ابواب الجنة على لبنان؟ كانوا في ثمانينات القرن الماضي يعتبرون أية عملية عسكرية في لبنان مجرد نزهة، وكانت لبنان مكانا يفرّغون فيه غطرستهم وعربدتهم وملاذا آمنا لساديّتهم التي لا حدود لها فجاءت المقاومة لتكسر هذه العنجهية ولتضع حدا لها، كذلك الامر في غزّة التي شهدت احتلالا بشعا وبسطة مريحة من الاغتيالات والاعتقالات والتدمير والخراب الا أن قويت شوكة المقاومة فأصبحت تحسب الف حساب لأي عدوان على غزّة كما هو واقع الحال اليوم، لقد جُربت حالة القطاع منزوع المقاومة والسلاح وحالته بوجودهما مع هذا العدوّ فأي الحالات أفضل ؟؟ والضفة اليوم حيث سالمت رسميا فهل أعيدت الحقوق وعاش الناس بكرامتهم آمنين مكرّمين، هل توقف الاستيطان لحظة أو مرّت ليلة دون اقتحامات واعتقالات؟
أما المقدسات واستبدال الوصاية الاردنية بالسعودية وكانهم يحترمون أية وصاية عربية مهما كان عنوانها او كأن المشكلة في الوصاية الاردنية لا في العربدة والاقتحامات وما يقومون به كل يوم منذ سنوات! هذا حرف واضح للابصار فبدل أن تناقش الاعتداءات يمرّون عنها مرور الكرام ويذهبون الى تغيير العنوان .
وفي ثنايا هذه الصفعة المزيد من الوعد والوعيد على طريقة العصا والجزرة ولكن هذه المرّة الوعيد بالمزيد من التصفيات والاغتيالات ووعود بدعم أي عدوان قادم تماما كما تفعل العصابات لا الدول التي تحترم نفسها ، كيف تهدد دولة تطرح نفسها وسيطا لصفقة سياسية طرفا من الاطراف وتهدد بدعم أي حرب وعدوان قادم يشنه الطرف الاخر، هذا فقط يثبت أن راعي هذه الصفقة لا يمتلك اية صفة تؤهله لان يكون وسيطا للسلام المزعوم .
أما عن الميناء والمطار والحدود المفتوحة معهم والافراج عن الاسرى في غضون خمس سنوات قادمة والدعم المالي فهذا هو موروث أوسلو المعسول والذي لم يجد طريقه على ارض الواقع الا قليلا من التطبيقات الهزيلة ولقد وجد الفلسطينيون شريكا يتقن فن التهرب من الالتزامات بطريقة لم يعهدها جنس من البشر.
ويشترطون توقيع منظمة التحرير وحماس وهذا حسب قراءة المشهد السياسي الفلسطيني من سابع المستحيلات لذلك ستبقى هذه الصفقة المزعومة حبرا على ورق ولن تجد لها سبيلا الا الى سلّة المهملات وساءت مصيرا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجرائم الإلكترونية: مسرحية دوت كوم ج (1)

مسرحية دوت كم.            مسرحية  من تأليف الاديب وليد الهودلي وبالتعاون بين مدرسة عزيز شاهين رام الله ومركز بيت المقدس للأدب وشرطة رام الله بتمويل من المؤسسة الالمانية حيث تم تدريب عدد من الطالبات  المسرحية تدور حول الجرائم الالكترونية التي يقع فيها كثير من ابناءنا وبناتنا تحت الابتزاز بعد جرهم لمربع يخجلون من فضحه 

مسرحية دوت كم ج٣

  مسرحية دوت كم.       مسرحية قام بتأديتها عدد من طالبات بنات مدرسة عزيز شاهين في رام الله فلسطين بهدف التوعية من الوقوع في الابتزاز الالكتروني 

#حتى_نكون_أمناء_مع_أسرانا .. .... لنعرف_ماذا_يريدون_منا_؟

لنكون امناء مع اسرانا يجدر بنا بداية ان نعاين جيدا صنوف العذاب التي طالت ريعان شباب اسرى شاخوا في السجن ، قضوا عدة عقود . وهذه لا يجدر بنا ان نمر بها مرور الكرام إذ يوم في السجن كالف مما نعد خارجه ، أسرانا وأسيراتنا في مواجهة تدمي القلوب والارواح على مدار الاربع وعشرين ساعة ، ظهورهم مكشوفة أمام سياط السجان ، يفاجئهم بلسعها في اية لحظة تتحرك فيها ساديته ، ياتيهم التفتيش في الهزع الاخير من الليل كانه الموت ينقض على أرواحهم ، يجرب أدوية صناع أدويتهم على الاسرى المرضى كأنهم مختبر تجارب ، يلقي في عزله قامات شامخة من أبطال فلسطين ، يلقي بظلامه القاتل على ارواح أسيراتنا النضرة دونما لحظة رحمة ، أطفالنا يرتعبون من خشخشة مفاتيح زنازينهم ، يترقبون موتا ياتيهم من كل مكان ، السجون اصبحت اقفاصا وزنازين وبوسطات الموت المحملة بأعز الناس وزنازين القهر وافراغ السادية المطلقة ، وعازفة الموت مدفن الاحياء سجن الرملة حيث انتشار المرض والتدريب على التعايش معه بعد تبدد أمل الشفاء في غيومهم الملبدة . وفي يوم الاسير تكثر الوقفات والكلمات وتلتهب المشاعر ويُصدح بالشعارات في المسيرات والاعتصامات ...