التخطي إلى المحتوى الرئيسي

البوابة المغلقة ؟!.مدونة وليد الهودلي

#البوابة_مغلقة ؟!

اصبح اعتياديا أن يمارس الاحتلال هوايته باغلاق شارع رئيسي من خلال بوابة بين البيرة والجلزون يقطع من خلالها الطريق بين الشمال والجنوب ، أمرا يراد له أن يكون طبيعيا معتادا كما هو حال حواجز كثيرة تُقطّع الضفة الغربية شمالا وجنوبا .
لا يوجد في العالم من يضع بوابة على شارع رئيسي يربط بين شمال البلد وجنوبها الا عندنا ببركات هذا الاحتلال الفهيم ، الاف السيارات تضطر ان تعود أدراجها بسبب هذه البوابة ، الاحتلال يتصرف بمنطق العربدة وبأن بيده ملكوت كل شيء في هذه الديار ، ارضها وسماءها وطرقها ومياهها وهواءها وحركة مرورها وأنفاس ناسها ، كل شيء خاضع لمزاجه العكر ، تماما كمنطق الذئب الذي ادعى أن الحمل بشربه من النهر قد عكر الماء وعليه أن يدفع روحه ثمنا لهذا السلوك غير الصحيح . والفلسطيني اليوم من غير أن يعكر الماء أو أن يرتكب أي شيء يدفع الثمن ، عليه أن يتصرف كما القطيع، تُحدد له الطريق ويُساق الى حيث يريد سيّده ، يجرده من كرامته ويشعره بأن الطريق ليست طريقه وأنه مجرد حشرة زائدة أو كائن قميء غير مرغوب فيه ، أنت أيها الفلسطيني لا شيء لك ولا وزن لك ولا حقيقة لوجودك في هذا البلد الا كونك ضيفا ثقيلا طال بقاؤه على قيد هذا البلد بغير وجه حق .
هذه هي اخلاق الاحتلال العالية وأذواقه الرفيعة ! هكذا يتفنن في ترويض الناس على أن يسيروا على عجينه النكد فلا يخربطوه ، أن يسيروا في المسار الذي يحدده لهم وأن يحشرهم تماما كالقطيع ويزجّ بهم في المسرب الذي يريد ، بكل عنصريته السوداء يذيق الناس وبعقوبات جماعية أشد ألوان العذاب والانتظار وتعريج حركة السير بطرق جهنمية ، ليرد بهم عنق الزجاجة التي هي بوابات المدن ، وليحشرهم ساعات طوال بما يهدر الوقت والوقود والاعصاب وتجرع كل اشكال القهر والشعور بالذل والمهانة .
ثم تأتي صفحة المنسق لتقول قولا آخر ولترسم صورة وردية لهذا الاحتلال الاسود ، تدعي هذه الدولة العنصرية أنها تشع نورا وضياءا وأنها تصنع اجمل الصور الحضارية للعالم أجمع ، بينما رحلة بسيطة ومقارنة بين حركة مستوطن مع حركة مواطن فلسطيني ، هذا يتمتع بشبكة طرق تقصر المسافات وتصل به الى المراد على بساط الريح ، سفر ممتع ومريح وسريع ، بينما الفلسطيني سفر قاتل وممل وبطيء الى درجة يكون فيها وقت مسافرنا أضعافا مضاعفة من وقت مسافرهم . لا توجد مقارنة الا وتكتشف عنصريتهم السوداء ، حكومتهم توفر لانسانهم كل الخدمات الممكنة وتوفر لانساننا كل اللعنات التي لا تخطر على قلب بشر .
هم يملكون اغلاق البوابة في وجه الفلسطيني ، ويفتح لهم العالم الحر كل بواباته ، وللاسف صارت بعض بلدان العرب تفتح لهم كل بواباتها وتُشرّع لهم على مصراعيها ، الفتح المبين لهم من قبل الاشقاء بينما الاغلاق المر اللئيم للفلسطيني اينما حل او ارتحل ، نتحدث اليوم عن بوابة في الداخل الفلسطيني أما بوابات الحدود من معبر رفع الى معبر الكرامة ( نكتة تسميته الكرامة ) فحدث ولا حرج ، التحكم الكامل بالانفاس والحركات والسكنات والبصمات بمعادلة الهوس الامني التي تحكمهم ويتذرعون بها في كل ممارساهم السادية على هذه المعابر للذل والقهر النفسي المريع .
انها ممارسة القتل للروح وزراعة الذل بامتياز لهذا #الاحتلال الذي لا يعرف الا كيف يسوّد #الحياة_الفلسطينية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علو ورفع الهمةج2

خطبة الجمعة علو الهمة 2

ليل غزة الفسفوري ..مدونة وليد الهودلي

  حين يكتب الهودلي لغزة تحت نيران الغزاة، فإنه يتطهر بالرصاص   المصبوب  كانت روحه هناك تتمثل أصوات القصف على قلوب الأطفال  كان يريد أن يرفع كفيه إلى سماء غزة ليكف شر المغيرين، طائراتهم المعبأة بالحقد والبترول العربي كانت تشق سماء المعتقل في بئر السبع، قبل توغلها وتغوّلها على ليل غزة، القلم يكتب والشفاه تتمتم بالدعاء  والله - سبحانه - يستجيب لقلب لا يكفّ عن الوجيب حدث ذلك عام 2008  .    اضغط هنا

الشيخ أحمد ياسين :شيخ الدعوة وشيخ السياسة ..

الشهيدالشيخ احمد ياسين            هناك من يتقن الدعوة والتنظير الى الفكرة التي يؤمن بها ولكنه في معترك الواقع والولوج الى ميدان فن الممكن والسياسة وفق تقديراتها ومآلاتها وتقدير مصالح الناس وامكانات الوصول للاهداف واحالة الشعار الى حلول ونجاحات يجد نفسه في عالم أخر لا يتقن فنونه ، اطلاق الشعار لا يحتاج الا الى مهارة لغوية سجعية وصوت رنان ، بينما احالته الى أن يصبح واقعا ملموسا فيحتاج الى قيادة رشيدة حكيمة ذات خبرة غزيرة وتأهيل عال ، تجيد رسم الخطط والبرامج وقادرة على تسخير الامكانات وتوظيف القدرات والمثابرة والجلد ... الخ . كيف بنا اذا كانت المبادىء المطروحة والشعارات كبيرة لأنها سماوية تريد إقامة رسالة السماء في الارض في ظروف وملابسات قاسية وبالغة التعقيد ؟؟ واذا نظرنا الى معادلة الدين والسياسة فهناك من يملك ناصية العلم والفقه الديني العميق ، ولكن هذا غير كاف إذ لا بد من أن يكون رصيده واسعا في فهم الواقع وفك رموز تعقيداته والقدرة على التوصيف والتحليل والوصول الى التشخيص الموضوعي الصحيح   ، ثم بعد ذلك تأتي القدرة على تفعيل النص الديني في الواقع بطريق...