عاد الشريط مسرعاً منذ اللحظة التي فيها قرّر أن يُصارح .. صراحته جرَّت عليه هذا الوبال الذي جعله مضرّجاً بآلامه .. يحاول فتح عينيه ليعود من حالة الغيبوبة علّه يبصر بعضاً مما جرى له .. لم يتركو خلية من جسده إلا وأشبعوها ضرباً بالعصي والركل واللكم الذي يخترق الجلد واللحم وينخر العظام .. وكان أشدها إيلاماً الصفعات الكهربائية التي كانت تنتشر في الجسم انتشار النار في البنزين.. الوجه تغيرَّت معالمه وصار مسرحاً لكل من لا يتقن الوقوف على خشبته ، تكسّرت الأسنان ، وفتحت الأخاديد في الخدين والجبين.. الناظر إليه يظن ان مجموعة من الذئاب تناوشته وشرتحت معالمه.. بقايا دماغه يمر عليها مسلسل الأحداث " ما الذي دفعني لهذه المصارعة اللعينة .. ذاك الضابط الحقير الذي ابتزني وجندني لصالحه .. منعني من السفر عندما لم يتبق لي سوى فصل للتخرج .. وافقته وأنا أضمر خداعه .. كنت ساذجاً بما فيه الكفاية .. جاء بي إلى السجن وطلب مني إثبات صدق نيَّتي بتقديم بعض الخدمات .. أدركت مخطط التوريط المعهود .. قرّرت الانسحاب من هذه اللعبة القذرة .. أثبت صدق نيّتي وصارحت رفاقي .. لم يصدَّقوني ...
نوظف الأدب لنصرة قضايا شعبنا خاصة قضية الاسرى في سجون الاحتلال