التخطي إلى المحتوى الرئيسي

#سجن_نفحة وفصل الشتاء ..

سجن نفحة 

يروى أن مصلحة السجون الاسرائيلية قبل أن تقيم سجن نفحة أسكنت مجموعة من الأغنام في ذات الموقع لترى هل تبقى على قيد الحياة أم لا؟ يبعد سجن نفحة عن رام الله مائة وتسعين كيلو متر ويقع على هضبة عمق الصحراء جنوب فلسطين، بارد شديد البرودة شتاء وحار قائظ في الصيف، وقد بنوا بجواره سجن ريمون. سجن نفحة يستوعب قرابة الستمائة أسير غالبا ما يكونون من ذوي الأحكام العالية.
وللوقاية من برد الشتاء القاسي ليلا لا يوجد أي نوع من أنواع التدفئة، لا يوجد مكيفات ولا صوبات، التدفئة الوحيدة هي المزيد من الأغطية فإذا كان فيها نقص كما هو الحال أغلب الأوقات واذا أضفنا الى ذلك سوء التغذية وعدم تطعيم الوجبات بما يتناسب مع هذا البرد فإن الشتاء يكون مريرا وقاسيا، أذكر أن بعض الأسرى كان يلبس كل ما لديه من ملابس إذا جن الليل ثم يبيت فيها تحت بطاطينه، وكنا ننتظر الصباح لنخرج إلى الرياضة كي نحرك الدورة الدموية ونتحرر من ذاك البرد..
قصة أسرانا مع برد الصحراء صعبة، سجون صحراوية: نفحة والسبع والنقب أقيمت خصيصا لممارسة التعذيب الممنهج والمقصود دفع الأسير ليتخلى عن قضيته حتى إذا خرج من السجن فإن أول قرار يتخذه عدم العودة إلى السجون والابتعاد عن كل ما يؤدي إليها وبالتالي التخلّي عن قضيته التي سجن من أجلها.
ويعتبر هذا الاختيار لهذه الأمكنة مخالفا لقوانين جنيف في حق الأسرى إذ تلزم تلك القوانين وضع أسرى الحرب في المناطق المحتلة، ولا يجوز احتجازهم في مناطق بعيدة وخارج المناطق المحتلة. ورغم أن هذا يكلف كثيرا مصلحة سجون الاحتلال في عملية نقل الأسرى إلى محاكمهم والبوسطات التي تقطع مسافات بعيدة في رحلتها إلى المحاكم إلا أن الهدف هو المزيد من العذاب لذلك فإن عقولهم الحاقدة أقامت هذه السجون في عمق الصحراء رغم الكلفة المادية العالية.
وتتضاعف المعاناة عند الأسرى المرضى في هذه السجون البعيدة، فعند الحالات الطارئة التي تستوجب النقل إلى المستشفى يقف السجن عاجزا لساعات طوال، والأسير المريض ينتظر قدوم البوسطة ويضرب الألم أطنابه كذلك في جسمه المنهك فترة السفر الطويلة في البوسطة.
#سجن_نفحة هو نفحة دائمة من العذاب مستقرة في جسم الحركة الأسيرة، واذا أضفنا عذاب أهالي الأسرى عند سفرهم هذا السفر الطويل لزيارة ابنهم فإن هذه النفحة المرعبة تصيب الاثنين: الأسير وأهله في ضربة واحدة. فرحلة الزيارة تستغرق ذهابا وإيابا ما يزيد عن اثنتي عشرة ساعة كلها عذاب ومرمرة، ترى الأطفال يتضورون ألما وترى الأم المسنة المنهكة وترى مريض القلب والسكري والضغط.. كل ذلك يُصهر في بوتقة العذاب لعلها تروي عشقهم للانتقام وروحهم الشريرة التي لا تشبع من تعذيب الفلسطينيين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجرائم الإلكترونية: مسرحية دوت كوم ج (1)

مسرحية دوت كم.            مسرحية  من تأليف الاديب وليد الهودلي وبالتعاون بين مدرسة عزيز شاهين رام الله ومركز بيت المقدس للأدب وشرطة رام الله بتمويل من المؤسسة الالمانية حيث تم تدريب عدد من الطالبات  المسرحية تدور حول الجرائم الالكترونية التي يقع فيها كثير من ابناءنا وبناتنا تحت الابتزاز بعد جرهم لمربع يخجلون من فضحه 

مسرحية دوت كم ج٣

  مسرحية دوت كم.       مسرحية قام بتأديتها عدد من طالبات بنات مدرسة عزيز شاهين في رام الله فلسطين بهدف التوعية من الوقوع في الابتزاز الالكتروني 

#حتى_نكون_أمناء_مع_أسرانا .. .... لنعرف_ماذا_يريدون_منا_؟

لنكون امناء مع اسرانا يجدر بنا بداية ان نعاين جيدا صنوف العذاب التي طالت ريعان شباب اسرى شاخوا في السجن ، قضوا عدة عقود . وهذه لا يجدر بنا ان نمر بها مرور الكرام إذ يوم في السجن كالف مما نعد خارجه ، أسرانا وأسيراتنا في مواجهة تدمي القلوب والارواح على مدار الاربع وعشرين ساعة ، ظهورهم مكشوفة أمام سياط السجان ، يفاجئهم بلسعها في اية لحظة تتحرك فيها ساديته ، ياتيهم التفتيش في الهزع الاخير من الليل كانه الموت ينقض على أرواحهم ، يجرب أدوية صناع أدويتهم على الاسرى المرضى كأنهم مختبر تجارب ، يلقي في عزله قامات شامخة من أبطال فلسطين ، يلقي بظلامه القاتل على ارواح أسيراتنا النضرة دونما لحظة رحمة ، أطفالنا يرتعبون من خشخشة مفاتيح زنازينهم ، يترقبون موتا ياتيهم من كل مكان ، السجون اصبحت اقفاصا وزنازين وبوسطات الموت المحملة بأعز الناس وزنازين القهر وافراغ السادية المطلقة ، وعازفة الموت مدفن الاحياء سجن الرملة حيث انتشار المرض والتدريب على التعايش معه بعد تبدد أمل الشفاء في غيومهم الملبدة . وفي يوم الاسير تكثر الوقفات والكلمات وتلتهب المشاعر ويُصدح بالشعارات في المسيرات والاعتصامات ...