التخطي إلى المحتوى الرئيسي

#النائب_خالدة_جرار_خطر على أمن الدولة ؟!

خالدة جرار

على الفلسطيني حتى لا يكون خطرا على أمن دولتهم أن يتحلى بالاتي :
• عليه أن يبتعد عن كل ما يمسّ حالة الهوس الامني التي يغرقون بها والا اعتبر قد مسّ بأمنهم .. كل ما من شأنه أن يعتبر قد لامس شغاف أمنهم على الفلسطيني ان يبتعد عنه ، أية كلمة أو موقف او نشاط يعتبرونه ضارّا بحضرة أمنهم فانه يشكل خطرا على وجود دولتهم ، أمنهم من زجاج هش ، مشاعره حساسة جدا فكل ما يمكن اعتباره قد مس بهذه المشاعر فأنه يضيء ضوءً أحمر يخرج كل مكنونات حقدهم ، ولهذا الهوس من قرون الاستشعار والمجسات التي لا تترك شاردة ولا واردة الا أخذته على أسوأ ما يكون من سوء الظن وحسابات الشر التي لا حدود لها ولا مجال لحملها أي محمل آخر .
• وحتى لا يكون الفلسطيني خطرا على أمن دولتهم وحتى لا يحرك قرون استشعارهم عليه أن يقدم تفسيرا لكل ما يقوم به ، وعليه ان يعتبر نفسه متهما ولا بد من اثبات براءته في كل ما يقوم به (خاصة الشخصيات التي عليها عينهم ) فمثلا عليه ان يضبط اتصالاته بكافة أشكالها وأن يفسر فيها ما من شأنه أن يشكل فهما خاطئا لرجل الامن المتنصت على هذه الاتصالات فأي فهم غير مقصود سيودي به وراء الشمس عدة تمديدات من الاعتقال الاداري على ذمة ملف سري صاغه هذا المتنصّت .. وهذا الشعور يتشكل ذاتيا عند كل من لديه وعي أمني ويعرف كيف يتصيد المتنصتون على أسرار العباد خاصة في عالم الاتصالات اليوم الهاتفي والخلوي وكافة وسائل الاتصال الالكترونية .
• وكذلك حتى لا تكون خطرا على أمن دولتهم عليك أن تزوي روحك وأن تنأى بنفسك عن أي نشاط عام يندرج تحت عنوان : ما لا يروق للاحتلال ويعكر صفو مزاجه ، أي أن عليك أن تحرك أنت أيضا قرون استشعارك برقابة ذاتية صارمة فترعى فيها أن تبتعد عن سخط الاحتلال وغضبه وأن تتورع وتتصرف من باب الاحوط والاكثر بعدا عن شرور الاحتلال وويلاته .. أن تكون بالفعل ممن رضي الاحتلال عنهم ورضوا عنه .. وما أكثر هذا الصنف من الناس عنده استعداد أن ينتقد كل شيء وأن يهاجم ويعترض بكل شراسة بينما اذا ذكر الاحتلال خنس وتضاءل وخرجت من باطنه كل بواعث الحيطة والحذر وسوء المنقلب . فزاعة الاعتقال الاداري شاخصة يراها ويحسب حسابها على كل الطرقات وعند كل المفارق والتقاطعات ، يسير هونا واذا خاطبه الجاهلون في شأن الاحتلال وعواقبه قال سلاما .
• باختصار حتى لا تكون خطرا على أمن دولتهم عليك أن تخرج من فلسطينيتك التي تأبى الاحتلال وترفضه .
خالدة جرار ليست من هؤلاء بل على العكس تماما : تراها دوما في النقيض المطلق للاحتلال وافرازاته وكل أشكال عدوانه ، تناضل دوما وتكافح سياسات الاحتلال بكل ما تملك من وقت وجهد ، تجدها مع كل نضالات الفلسطيني أينما وجدته وفي الخندق المتقدم ، بل هي سباقة ومبادرة ومنتجة للافكار والانشطة التي من شأنها أن تجعل راية الحرية خفاقة ، وتدفع باتجاه أن يبقى حراك القضية على موجه العالي ، وفي مواجهة دائمة للذين يريدون للقضية ان تندثر وتذوب في دهاليز السياسة الماكرة الخبيثة ، دوما عارضت بجرأة وشجاعة وذكاء أوسلو وتداعياته ، وقفت مع الاسرى والتحمت بقضيتهم قبل وبعد أن أضحت واحدة منهم ، انحازت بروحها وفعلها قبل أن يقيدها قيدهم ويزج بها في زنازينهم ، وهناك راحت بالنضال الى شكل آخر حيث قادت ورفدت الحركة الاسيرة بكل طاقتها وأنتجت البحث من عتمة الزنازين وأخرجت للناس نورا شاركت به الاسيرة لينا الجربوني ليجسدا معا وحدة وطنية وثقافية تشرح للناس عن درب آلام حرائرنا خلف القضبان .
خالدة جرار قبل أن تشكل خطرا على أمن دولتهم شكلت الروح الفلسطينية الثائرة ، وجمعت الشتات المتناثر من شظايا الاحتلال لتطلقه لعنة في وجوههم وترد على ناره بنورها الثاقب ، هي في سجنها لم يستطع السجان قيد حريتها وبقيت صقرا شامخا محلقا في سماء فلسطين الصافية من كل شوائب الاحتلال وغيومه السوداء . ستبقى مع كل حرائرنا الثقب الاسود في جدار الاحتلال المتصدع الذي لا يقوى على صرخة حرة من امرأة ، والنجوم الساطعة في سماء ليلنا الذي مهما طال فإن فجره قادم باذن الله .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجرائم الإلكترونية: مسرحية دوت كوم ج (1)

مسرحية دوت كم.            مسرحية  من تأليف الاديب وليد الهودلي وبالتعاون بين مدرسة عزيز شاهين رام الله ومركز بيت المقدس للأدب وشرطة رام الله بتمويل من المؤسسة الالمانية حيث تم تدريب عدد من الطالبات  المسرحية تدور حول الجرائم الالكترونية التي يقع فيها كثير من ابناءنا وبناتنا تحت الابتزاز بعد جرهم لمربع يخجلون من فضحه 

مسرحية دوت كم ج٣

  مسرحية دوت كم.       مسرحية قام بتأديتها عدد من طالبات بنات مدرسة عزيز شاهين في رام الله فلسطين بهدف التوعية من الوقوع في الابتزاز الالكتروني 

#حتى_نكون_أمناء_مع_أسرانا .. .... لنعرف_ماذا_يريدون_منا_؟

لنكون امناء مع اسرانا يجدر بنا بداية ان نعاين جيدا صنوف العذاب التي طالت ريعان شباب اسرى شاخوا في السجن ، قضوا عدة عقود . وهذه لا يجدر بنا ان نمر بها مرور الكرام إذ يوم في السجن كالف مما نعد خارجه ، أسرانا وأسيراتنا في مواجهة تدمي القلوب والارواح على مدار الاربع وعشرين ساعة ، ظهورهم مكشوفة أمام سياط السجان ، يفاجئهم بلسعها في اية لحظة تتحرك فيها ساديته ، ياتيهم التفتيش في الهزع الاخير من الليل كانه الموت ينقض على أرواحهم ، يجرب أدوية صناع أدويتهم على الاسرى المرضى كأنهم مختبر تجارب ، يلقي في عزله قامات شامخة من أبطال فلسطين ، يلقي بظلامه القاتل على ارواح أسيراتنا النضرة دونما لحظة رحمة ، أطفالنا يرتعبون من خشخشة مفاتيح زنازينهم ، يترقبون موتا ياتيهم من كل مكان ، السجون اصبحت اقفاصا وزنازين وبوسطات الموت المحملة بأعز الناس وزنازين القهر وافراغ السادية المطلقة ، وعازفة الموت مدفن الاحياء سجن الرملة حيث انتشار المرض والتدريب على التعايش معه بعد تبدد أمل الشفاء في غيومهم الملبدة . وفي يوم الاسير تكثر الوقفات والكلمات وتلتهب المشاعر ويُصدح بالشعارات في المسيرات والاعتصامات ...