التخطي إلى المحتوى الرئيسي

#نبضات_ساخنة (8) في ظل الانقضاض على #القدس أين وصلت #المصالحة ؟!

اين وصلت المصالحة

لا معنى للحديث عن المصالحة والقدس تتصدر المشهد العالمي هذه الايام .. الوحدة الفلسطينية الصادقة من أهم مقومات العمل على انقاذ القدس من براثن القراصنة .. هذا لا يختلف عليه اثنان عاقلان .. سريان القدس في دماء الاحرار لا تبقي ولا تذر لأي اثر من اثار الانقسام والفرقة .. اذا دخلت القدس في قلوبنا وبيوتنا وأجندات فصائلنا يجب ان تخرج الشياطين .. كل الشياطين وأولها شيطان الانقسام ..
اذا كان من دواعي العجب العجاب ان ينقسم شعب وهو في مواجهة احتلال .. فكيف اذا كان الاحتلال من النوع الاحلالي البشع الذي ثبت انه لا تنفع معه سياسة ولا مفاوضات ولا شرعية دولية فيصبح هذا أشد عجبا .. واذا جربنا معه هذه الوسائل السلمية الناعمة ربع قرن فازداد شراسة وعدوانا وأمعن في شروره فإن العجب والاستهجان يزدادان اكثر وأكثر .. ثم بعد ربع قرن يدور هذا الاحتلال دورة كاملة على كل الاتفاقيات والقرارات الدولية بخصوص قلبنا النابض في اعماقنا ( القدس ) ويستعد لانتقادات العالم أجمع ما عدا حليفته الاستراتيجية أمريكا .. عندئذ يصبح العجب عجابا ويزداد شناعة من ان تمر في خاطر قيادة هذا الشعب كلمة انقسام ولا باي حال من الاحوال ..
لن يقف العالم معنا ويستمر في وقفته اذا رأى اصحاب القضية منقسمين .. ويرى العالم المشهدين : المشهد الصهيوني وهو يمارس السياسة من خلال لعبة ديمقراطية تبدو للناس حضارية لا سفك للدماء فيها ولا انقسام ولا خروج عن نظام الدولة الواحدة ، آلية اتخاذ القرارات تجري بطريقة سلسة والانتخابات تحسم الخلافات .. بينما الجانب الفلسطيني منقسم ولا يمارس لعبة السياسة الداخلية بطريقة ديمقراطية .. ورغم ضعفه وتعرضه لعدوان كبير من قبل دولة الاحتلال الا انه لا يتوحد في مواجهة هذا العدوان .. عندما يرى العالم الصورتين سيهبط تعاطفه معنا وسيتراجع عن دعمه .. ستهتز مواقفه اتجاه قضيتنا وسنخسر كثيرا وسنتفوق في تضييع الفرص وقد نسجل في ذلك رقما قياسيا يدخلنا موسوعة جينتس .
القدس تقول لنا غير ذلك .. تقول لطرفي الانقسام : يكفيكم للخلاص التام من كل بقايا الانقسام والتطهر منه أن عنوانكم الدائم او على الاقل في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ القضية : القدس .. هذه قاسم مشترك وعنوان فوق كل العناوين ومادة للتوحد والاتخراط في برنامج واحد : لنتفق فقط على : كيف ننصر القدس ؟ كيف نعمل على انقاذها ؟ هذا هو البرنامج الذي نتوحد عليه .. بقية الامور الحل فيها سهل ان توفرت ارادة الاصلاح فينا .. واعتقد ان التربة خصبة جدا لزراعة شجرة الوحدة وريها معا بما بقي فينا من ماء الحرية .. الشعب الفلسطيني بات لا يطيق سماع كلمة انقسام وكذلك الشارعين العربي والاسلامي .. ثقافة مجتمعاتنا مع الوحدة والقدس وهذه التربة الخصبة بقي الزارعون الذين سيغيظون بذلك كل من يريد للقدس شرا وللقضية سوءا .
طرفي الانقسام اليوم وعلى ما الت اليه تجربة المفاوضات وتجربة المقاومة هم الاقرب ثقافيا ووطنيا وخبرة سياسية .. لا بد من ان يكبح الحكماء من كل طرف جماح الذين لا يتقنون الخروج من زنزانة الحزب وأفق التفكير الضيق الذي يقدم مصلحة جماعته الصغيرة على مصالح القدس والقضية ..
ولأن شيطان الانقسام يتخندق في التفاصيل ولا يعطي اي اهتمام للقدس نعيد مقترحا قديما : ان تتفق الفصائل الفلسطينية على تشكيل هيئة وطنية من شخصيات فلسطينية تحظى بموافقة الفصائل على نزاهتها فردا فردا لتكون هذه الهيئة بدور الحكم وتتخذ القرار الفصل الملزم في الامور التي تختلف عليها فتح وحماس دون ان تكون قادرة للتوصل الى حل لها .. فتتدخل هذه الهيئة لتلزم الطرفين بما تراه مناسبا ..
لن يرحمنا التاريخ ولا القدس ولا شعبنا الفلسطيني ولا العربي والاسلامي وكل احرار العالم ان لم نكن في هذه المرحلة الحساسة على قدر القدس وعلى قدر مواجهة هذه الغطرسة الامريكية والاسرائيلية التي لم تعد ترى أحدا ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علو ورفع الهمةج2

خطبة الجمعة علو الهمة 2

ليل غزة الفسفوري ..مدونة وليد الهودلي

  حين يكتب الهودلي لغزة تحت نيران الغزاة، فإنه يتطهر بالرصاص   المصبوب  كانت روحه هناك تتمثل أصوات القصف على قلوب الأطفال  كان يريد أن يرفع كفيه إلى سماء غزة ليكف شر المغيرين، طائراتهم المعبأة بالحقد والبترول العربي كانت تشق سماء المعتقل في بئر السبع، قبل توغلها وتغوّلها على ليل غزة، القلم يكتب والشفاه تتمتم بالدعاء  والله - سبحانه - يستجيب لقلب لا يكفّ عن الوجيب حدث ذلك عام 2008  .    اضغط هنا

الشيخ أحمد ياسين :شيخ الدعوة وشيخ السياسة ..

الشهيدالشيخ احمد ياسين            هناك من يتقن الدعوة والتنظير الى الفكرة التي يؤمن بها ولكنه في معترك الواقع والولوج الى ميدان فن الممكن والسياسة وفق تقديراتها ومآلاتها وتقدير مصالح الناس وامكانات الوصول للاهداف واحالة الشعار الى حلول ونجاحات يجد نفسه في عالم أخر لا يتقن فنونه ، اطلاق الشعار لا يحتاج الا الى مهارة لغوية سجعية وصوت رنان ، بينما احالته الى أن يصبح واقعا ملموسا فيحتاج الى قيادة رشيدة حكيمة ذات خبرة غزيرة وتأهيل عال ، تجيد رسم الخطط والبرامج وقادرة على تسخير الامكانات وتوظيف القدرات والمثابرة والجلد ... الخ . كيف بنا اذا كانت المبادىء المطروحة والشعارات كبيرة لأنها سماوية تريد إقامة رسالة السماء في الارض في ظروف وملابسات قاسية وبالغة التعقيد ؟؟ واذا نظرنا الى معادلة الدين والسياسة فهناك من يملك ناصية العلم والفقه الديني العميق ، ولكن هذا غير كاف إذ لا بد من أن يكون رصيده واسعا في فهم الواقع وفك رموز تعقيداته والقدرة على التوصيف والتحليل والوصول الى التشخيص الموضوعي الصحيح   ، ثم بعد ذلك تأتي القدرة على تفعيل النص الديني في الواقع بطريق...