التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مازال قلب عائشة ينبض مع نبض قلبي


اول الغيث قطرة

في ذروة ليلة عاصفة عصفت بيتنا الجميل ذئاب شنيعة،انشطر قلبي بما يرى ما تفعله هذه الذئاب ،وكان شطره الثاني يلتقط بريق عيني عائشة (ابنتي الجميلة) وفي عمق قلبي ينفعل هذا البريق بايمان عميق يرتكز هناك فيشعل نورا جميلا ينشر سكينة وطمأنينة تربط على قلبي...وكانت هناك مواجهة عنيفة بين زوجتي وتلك الذئاب..كانت تعترض على تصرفاتهم الهمجية فتنعش حديقة مشاعري وترويها بنبضها العالي..ما لم استطع قوله قالته عني وجهرت لهم بما يسوء وجوههم.
رافق بريق عينيّ عائشة الهادئ المتلألئ الجميل رحلتي القاسية..هدوئها الممتلئ ايمانا بنظرات واثقة ثاقبة القى في جنبات صدري روعة وجلالا.. رأيت في نظراتها شيئا غريبا صاحبني ولم يغادر قلبي لحظة واحدة..ما هو السر؟
هل لأنها ابنتي الحبيبة؟ ..أم لإيمانٍ وقر في قلبها ونبتٌ حسنٌ نبت في ربوعه،ام الاثنين معا ؟؟
  سارت مراكب الذئاب سيراً طويلاً وكان قلبي يلتحم بقلب عائشة مستذكرا اللحظات الشاعرية التي كنا ننسجها على ضفاف نهر ذكر الله الخالد..وبدأ قلبي ينبض مع ذكر الله..أقول بلسان قلبي لا حول ولا قوة إلا بالله وأترنم ما كانت عائشة تبدي من معاني هذه الكلمة العظيمة ...
نظرت من براثن الذئاب ومن مكونات هذا المشهد القاسي الى حيث ربي بلطفه الذي لا ينفك عن قدره..كانت القافلة النحسة تسير عبر طرقهم الضالة التي تفضي بنا الى السجن،وكنت اغرف من معين الصلاة على رسول الله واترنم بتعليقات عائشة التي توقظ في روعي بأن رسول الله ما زال معنا بروحه العظيمة وصفاته الجميلة وأخلاقه الرفيعة .
   ادخلوني سجنهم من خلال طقوس سئمت منها ومن ذكرها ... تحقيق فارغ يكاد المرء يقئ منه..ومحكمة هزيلة بعناصر تجيد تمثيل قصة الذئب والحمل... دخلت معتقلي كما  أدخل بيتي لان قلب عائشة لم ولن يغادر قلبي وروح زوجتي الثائرة حادية المسيرة ومطربة القافلة تنتشر في كل تفاصيل روحي ..انتابني شعور دافئ عميق بأن الفرج قريب بإذن الله...
 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الجرائم الإلكترونية: مسرحية دوت كوم ج (1)

مسرحية دوت كم.            مسرحية  من تأليف الاديب وليد الهودلي وبالتعاون بين مدرسة عزيز شاهين رام الله ومركز بيت المقدس للأدب وشرطة رام الله بتمويل من المؤسسة الالمانية حيث تم تدريب عدد من الطالبات  المسرحية تدور حول الجرائم الالكترونية التي يقع فيها كثير من ابناءنا وبناتنا تحت الابتزاز بعد جرهم لمربع يخجلون من فضحه 

مسرحية دوت كم ج٣

  مسرحية دوت كم.       مسرحية قام بتأديتها عدد من طالبات بنات مدرسة عزيز شاهين في رام الله فلسطين بهدف التوعية من الوقوع في الابتزاز الالكتروني 

#حتى_نكون_أمناء_مع_أسرانا .. .... لنعرف_ماذا_يريدون_منا_؟

لنكون امناء مع اسرانا يجدر بنا بداية ان نعاين جيدا صنوف العذاب التي طالت ريعان شباب اسرى شاخوا في السجن ، قضوا عدة عقود . وهذه لا يجدر بنا ان نمر بها مرور الكرام إذ يوم في السجن كالف مما نعد خارجه ، أسرانا وأسيراتنا في مواجهة تدمي القلوب والارواح على مدار الاربع وعشرين ساعة ، ظهورهم مكشوفة أمام سياط السجان ، يفاجئهم بلسعها في اية لحظة تتحرك فيها ساديته ، ياتيهم التفتيش في الهزع الاخير من الليل كانه الموت ينقض على أرواحهم ، يجرب أدوية صناع أدويتهم على الاسرى المرضى كأنهم مختبر تجارب ، يلقي في عزله قامات شامخة من أبطال فلسطين ، يلقي بظلامه القاتل على ارواح أسيراتنا النضرة دونما لحظة رحمة ، أطفالنا يرتعبون من خشخشة مفاتيح زنازينهم ، يترقبون موتا ياتيهم من كل مكان ، السجون اصبحت اقفاصا وزنازين وبوسطات الموت المحملة بأعز الناس وزنازين القهر وافراغ السادية المطلقة ، وعازفة الموت مدفن الاحياء سجن الرملة حيث انتشار المرض والتدريب على التعايش معه بعد تبدد أمل الشفاء في غيومهم الملبدة . وفي يوم الاسير تكثر الوقفات والكلمات وتلتهب المشاعر ويُصدح بالشعارات في المسيرات والاعتصامات ...