من المعروف في تاريخ الفقه الاسلامي أن المجتهد عندما يصيب له أجران وعندما يخطىء له أجر واحد ، ومن المعروف أيضا أن جدلية النص والعقل قد وجدت حلا عظيما في الفكر الاسلامي، فلا النص يلغي العقل ولا العقل يلغي النص ، فهما متكاملان وكل منهما ضروري للاخر ، فالعقل يسترشد من النص، والنص يحتاج الى العقل في الفهم والدراسة والإسقاط على الواقع بطرق صحيحة من غير تمحل ولا ليّ لأعناق النصوص لتستجيب الى انحرافات الواقع وضغوطاته . ومن المعروف أيضا أن الفتوى تتأثر بالظرف والزمان والمكان وأحيانا تتطلب دراسة الحالة بكل تفاصيلها ليستنبط لها حكما خاصا بها . وأن للضرورة أيضا أحكاما خاصة بها وتقدر بقدرها، وأن هناك مصالح شرعية لها ضوابطها وهناك مصالح مرسلة لم يقيدها شيء وبقيت مرسلة لتقديرات أهل العلم والمعرفة والاختصاص .. كل هذا يجعلنا ندرك تماما لماذا غير الامام الشافعي مثلا كثيرا من فتاويه عندما انتقل من العراق الى الشام فأنشا مذهبا جديدا، وندرك تماما لماذا كان يعود الحنبلي وأبو حنيفة عن رأيه اذا اتضح له خلاف ما رأى من قبل، وكذلك عندما كان الواحد منهم يخالف الاخر وفي نفس الوقت يبقى على ذات القدر...
نوظف الأدب لنصرة قضايا شعبنا خاصة قضية الاسرى في سجون الاحتلال